عنان الناصر

منذ عام 2000 وحتى هذا اليوم فاق عدد وحدات الدم التي منحها مركز الخدمة المجتمعية التابع لجامعة ‏النجاح الوطنية للمشافي في مدينة نابلس 40 ألف وحدة، حيث يقدم المركز للمشافي من خلال الطلبة ‏المنتسبين له ضمن مساق خدمة مجتمع الإجباري المطروح لطلبة الجامعة ما معدله من 3 إلى 5 آلاف وحدة ‏دم سنويا.‏


وتأتي هذه الخدمة التي يقدمها المركز ضمن مسؤولياته المجتمعية ودوره الريادي بهدف توفير الدم للمشافي في ‏محافظة نابلس ولبنك الدم، وتنبع أهميتها في اتجاهات مختلفة منها تعزيز روح المسؤولية المجتمعية وتشجيع ‏الطلبة للعمل المجتمعي والإنساني لإنقاذ الأرواح وكذلك مساعدة أهلنا من قطاع غزة المحولين لمستشفى النجاح ‏الوطني الجامعي.‏

وفي لقاء مع الأستاذ بلال سلامة، مدير مركز الخدمة المجتمعية  استعرض دور ومسؤوليات المركز المجتمعية ‏والخدمات العديدة التي يقدمها لاسيما موضوع مساق خدمة المجتمع لطلبة جامعة النجاح الوطنية.‏

وأكد أن مساق خدمة المجتمع يعد مساقا إجباريا لجميع طلبة الجامعة كساعة دراسية معتمدة، يتطلب انضمام ‏الطلبة والعمل الميداني والمؤسساتي في إحدى المؤسسات لمدة 50 ساعة عمل وذلك بعد تلقيهم ستة محاضرات ‏نظرية داخل الجامعة وليس لها علامة ولكن إما تقييم ناجح أو راسب.‏

وقال سلامة: "في حال تبرع الطالب أو الطالبة أو أي من أقربائهم لوحدة دم سيخصم من عدد الساعات ‏المطلوبة من الطلبة بمقدار عشر ساعات لتصبح 40 ساعة عمل المطلوبة وليس 50 ساعة".‏

وأضاف سلامة: "تبعا لذلك ومن باب الواجب الإنساني ولتشجيع دور الطلبة المجتمعي يتم تسليط الضوء على ‏أهمية التبرع بالدم وأهمية ذلك صحيا على جسد المتبرع وقيمة ذلك بإنقاذ حياة المواطنين في حوادث السير ‏والعمليات الجراحية ولمرضى الثلاسيميا وغسيل الكلى وغير ذلك".‏

وفيما يتعلق بأسباب تبرع طلبة الجامعة القادمين من شمال الضفة الغربية أو وسطها أو جنوبها في مشافي ‏نابلس فقط وليس في غيرها، أكد الأستاذ سلامة، عدة أسباب لذلك أهمها: وجود مستشفى النجاح الوطني ‏الجامعي الذي يقدم العلاج لكثير من التحويلات الطبية لمرضى أهلنا من قطاع غزة المحولين للعلاج هنا والذين ‏يحتاجون وحدات دم ولا يوجد من يتبرع لهم من ذويهم وهذا يعد أحد أهم الأسباب الإنسانية والمجتمعية.‏

وبحسب مدير المركز أيضا يأتي التبرع للمشافي بنابلس لوجود المستشفى الوطني ومستشفى رفيديا وبعض ‏المشافي الأخرى التي تقدم خدماتها لمرضى الشعب الفلسطيني من مختلف المحافظات وخاصة الشمالية ‏وبالتالي ضرورة توفير وحدات دم كافية لهذه المشافي وهذه هي الأسباب الرئيسية لاعتماد التبرع بالدم.‏

وأوضح الأستاذ سلامة، أن مركز الخدمة المجتمعية يعتبر المورد الأضخم والأكبر لتزويد المشافي وبنك الدم ‏بوحدات الدم على مدار السنوات السابقة حيث تتراوح الوحدات المتبرع بها ما بين 3 – 5 آلاف وحدة سنوية ‏ويمكن رفعها بحسب الحاجة بالمشافي لتصل إلى 10 آلاف وحدة سنويا حسب ما تقتضي الحاجة.‏

وقد حصل المركز على العديد من شهادات التميز وشهادات التقدير من قبل وزارة الصحة والجهات المختصة ‏لدوره المتميز بهذا المجال.‏

وتساهم وحدة الخدمة المجتمية من خلال المساق المطروح في تعزيز القيم التطوعية والعمل على تجنيد ‏المتطوعين واستقطابهم لبرامج وأنشطة المركز ‏المختلفة وتزويد مؤسسات المجتمع بالمتطوعين المدربين.‏

وكان مركز الخدمة المجتمعية قد أنشىء في جامعة النجاح الوطنية في العام 1999 بالتعاون مع ‏جامعة ‏ماكجيل/كندا لتقديم خدمات مجتمعية على أسس العمل الاجتماعي المهني المبني على ‏حقوق الإنسان.‏

ويعمل المركز كمنظمة مجتمعية منغرسة في المجتمع المحلي ومرتبطة ‏بالجامعة تعتمد بشكل أساسي على ‏الجهود التطوعية لطلبة الجامعة وأفراد المجتمع المحلي. ‏

‏ويهدف من خلال تنفيذ برامجه إلى مساعدة المجتمع المحلي ليصبح منظماً وقادراً على ‏المشاركة في حل ‏المشاكل التي تواجهه، خاصة الفئات المهمشة أفراداً ومجموعات من خلال ‏تبني قضاياهم بمشاركتهم وتمكينهم ‏ليصبحوا قادرين على مساعدة أنفسهم في حل مشاكلهم. ‏

ويسعى إلى احترام حقوق الإنسان في الأساليب المهنية التي يستخدمها والمخرجات ‏التي يعمل للوصول إليها.‏

ويعمل مركز الخدمة المجتمعية على تصميم وتنفيذ برامج مجتمعية وفق حاجات المجتمع المحلي تقوم على ‏مبدأ احترام وحماية ‏وتجسيد حقوق الإنسان، وتقديم نموذج حول العلاقة بين الجامعة الفلسطينية والمجتمع ‏المحلي والمساهمة في تجسيد ‏فلسفة ورؤية الجامعة في خدمة المجتمع.‏

وكذلك يعمل على نموذج مهني للعمل المجتمعي القائم على احترام حقوق الإنسان وتطويره والعمل على ‏نشره ‏في مؤسسات العمل الاجتماعي الفلسطينية من خلال التأثير عبر الشراكة والتنسيق، ونشر قيم العمل التطوعي ‏وتوفير الجهود التطوعية من طلبة الجامعات ومن المجتمع ‏المحلي لرفد المؤسسات الشريكة بمتطوعين مدربين ‏بشكل مهني متخصص، وتوفير مجال تدريبي (عملي ونظري) لطلبة الجامعة بشكل عام وطلبة العلوم الإنسانية ‏‏بشكل خاص.‏


عدد القراءات: 55