
يعتبر الحق في التعليم من الحقوق الأساسية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والوثائق الأخرى المنبثقة منه، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل. وتنبع أهمية حصول الطفل على هذا الحق من طبيعته الخاصة أولاً ومن كونه مقدمة ضرورية لتحقيق حقوق أخرى كالحق في التعبير. وغني عن القول إن الحق في التعلم لا يشمل معرفة القراءة والكتابة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى الحق في تعلم نوعي ييسر حياة الإنسان ويساعده على أن يصبح عضواً فاعلاً في المجتمع. وانطلاقاً من هذه الأهمية يجري العمل على إزالة العقبات أمام حصول الأطفال على هذا الحق من قبل العاملين في الحقول التربوية والاجتماعية والتنموية المختلفة.
وتأتي مبادرة مركز الخدمة المجتمعية في برنامج التعليم المجتمعي المساند كتعبير عن فهم هذا الحق وكمساهمة في التغلب على العوائق الموجودة أمام ممارسته لفئة محددة من الأطفال، أولئك الذين يواجهون صعوبات في التعلم ناجمة عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية لأسرهم.
الأهداف
التعليم المجتمعي المساند برنامج اجتماعي تربوي يقوم على توفير مساعدة أكاديمية مقرونة بمساندة نفسية اجتماعية لطلبة المدارس ذوي التحصيل الدراسي المتدني الناتج عن البيئة الأسرية الصعبة التي يعيشونها. ويقصد بالبيئة الأسرية الصعبة مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تؤثر على الطفل، مثل اليتم، وانفصال الوالدين، وأمية الوالدين أو انخفاض المستوى التعليمي لهما، وكثرة عدد أفراد الأسرة، وسوء الوضع الصحي للمسكن واكتظاظه الأوضاع التي تترك أثرها على شخصية الطفل.
ويتم الإشراف على هذا البرنامج بالتعاون بين مركز الخدمة المجتمعية ومديرية التربية والتعليم، حيث يقوم الطرفان بالتنسيق والعمل المشترك لتحديد المراكز الأكثر حاجة للمساعدة، ووضع آليات لاختيار الحالات المستفيدة، والمتابعة المشتركة لسير البرنامج وتقويمه. كما تساهم إدارات المدارس المعتمدة كمراكز للبرنامج في الإشراف على التنفيذ الموقعي للبرنامج.
كيف تتم المساعده
يقوم فريق من المتطوعين من طلبة الجامعة ومن المجتمع المحلي بالدور الأساسي في هذا البرنامج، حيث يعمل كل متطوع عن قرب مع مجموعة من الأطفال ( 5 أطفال كحد أعلى، وفي بعض الحالات الخاصة يقوم البرنامج بتوفير المساعدة لحالات فردية في لقاء واحد لواحد بين المتطوع والطالب) لمراجعة دروسهم، خاصة فيما يتعلق بالقيام بالواجبات البيتية والاستعداد للامتحانات، حيث يؤدي هذا العمل إلى إظهار صعوبات التعلم التي يعاني منها كل من هؤلاء الطلبة ويتبع المتطوع في عمله مع مجموعته أسلوباً مختلفاً عن النمط المدرسي التقليدي، حيث يقوم ضمن ذلك بدور الأخ الأكبر الذي يقدم المساعدة في البيت، ودور الشريك في النقاش ودور قائد التعلم التعاوني في مجموعته. وتستهدف هذه اللقاءات تقديم المساعدة الأكاديمية المستمدة من خبرات المتطوع، وتبادل الخبرات بين أعضاء المجموعة، بالإضافة إلى تعزيز الثقة والشعور بالأمان بعيداً عن التوتر والخوف اللذين يصاحبان صعوبات التعلم عادة.
كيفية تدريب واعداد المتطوعين والعاملين في البرنامج
يتم تدريب واستقطاب المتطوعين والعاملين في برنامج من خلال وحدة التدريب المجتمعي ، حول حقوق الانسان والحق بالتعليم والحق بالتعبير والتقبل، والإصغاء ، التفكير واتخاذ القرار والاتصال والواصل وبناء الذات ومهارات التدريس والحوار الخ.
إنجازات البرنامج:
- أكثر من (200) متطوع ساعدوا أكثر من (610) تلميذ في (32) مدرسة مختلفة، حيث ان المتطوع يعمل مع (3-5) طلاب، وفي بعض الحالات يعمل مع حالة واحدة فقط.
- يشمل البرنامج تقديم عدة أنشطة ترفيهية للطلاب والمتطوعين، وتقديم حوافز للطلبة مثل: أنشطة دعم نفسي للأطفال، أنشطة تفريغية لمدراء المدارس، الرسم على الجدران وغيرها من الأنشطة.
- العمل مع 35 مدرسة في مدينة نابلس ويستفيد من البرنامج في كل عام حوالي 900 طفل من خلال عمل 200 متطوع، اضافة للتدخل مع 14 حالة فردية في المركز.