عنان الناصر

ضمن مساق خدمة المجتمع نفذ 1554 من طلبة الجامعة ما يزيد عن 62 الف ساعة عمل تطوعية في ‏مؤسسات مجتمعية مختلفة خلال الفصل الدراسي الأولي 2019، توزعت ضمن أعمال تطوعية في المجالس ‏القروية والبلدية وبرنامج الدعم النفسي في المشافي ورسم جداريات وزراعة أشتال وتنظيف مواقع أثرية ‏وحملات جماهيرية ورعاية مسنين وجمعيات خيرية وجمع تبرعات لصالح تأهيل المساكن للمحتاجين.‏


أما فوزي ياسين، الطالب في كلية الطب في السنة الدراسة الثانية انضم لمساق خدمة المجتمع في هذا الفصل ‏الدراسي وشارك ضمن ساعات العمل التطوعية في مديرية زراعة نابلس وضمن الأسرة التمريضية ومركز ‏الخدمة المجتمعية.‏

وأعرب عن فخره وسعادته بهذه التجربة التي اعتبرها تجربة مميزة ساهمت بتعزيز مشاركته المجتمعية، وقال ‏ياسين: "في مديرية الزراعة ساهمت بزراعة الأشتال والأشجار ولم نكن مجرد طلبة نتلقى التعليم بل كنا ‏مساهمين ومساعدين لزراعة الأشجار وتخضير فلسطين".‏

وأضاف: "كذلك قمت بالتطوع ضمن الأسرة التمريضية وتوزع الطلبة ضمن مساق خدمة المجتمع للتطوع والعمل ‏في مجالات مختلفة كانت على النحو التالي: 148 طالب وطالبة في المجالس القروية، و 197 طالب وطالبة ‏في المجالس البلدية، وعشرة طلبة في مجال الدعم النفسي في المشافي، و18 طالب وطالبة في مجال رسم ‏الجداريات المدرسية التوعوية، فيما تطوع 604 من الطلبة بالعمل الميداني كزراعة الأشتال وتنظيف المواقع ‏الأثرية والحملات الجماهيرية، وانخرط 60 طالبا وطالبة في العمل التطوعي بالمراكز الصحية والمستوصفات ‏و115 طالب وطالبة في الجمعيات الخيرية، فيما شارك 250 طالب وطالبة في مجال جمع التبرعات لصالح ‏تأهيل المساكن ورعاية المسنين والأيتام ومنهم من قام بالتبرع بالدم وبلغ عددهم 953 طالب ومشاركات متنوعة ‏داخل مركز الخدمة المجتمعية ومرافق أخرى. ‏

الطالبة مها قزاز، من كلية الطب اعتبرت أن هذا المساق يعد غاية في الأهمية خاصة وأنه يضع الطالب على ‏المحك مع المجتمع في قضايا التطوع والمشاركة الفاعلة في البناء، لافتة في الوقت ذاته إلى أن العمل التطوعي ‏يعزز من قدرات وإمكانات الطلبة في التعامل المباشر مع المواطنين وبقية المؤسسات.‏

وقالت: "تطوعت في المجمع الطبي في نابلس وكذلك في مديرية الزراعة وقد شكل هذا العمل بالنسبة لي قفزة ‏نوعية حيث لم يكن لدي القدرة والجرأة في السابق للعمل وأنا على مقاعد الدراسة والتواصل المباشر مع المرضى ‏والمجتمع".‏

وأضافت قزاز: "أن هذه الأعمال التطوعية مفيدة جدا للطلبة وخاصة العمل الميداني ومشاركة المجتمع ‏والمؤسسات المختلفة حيث ينعكس ذلك على شخصيته وقدراته ويعزز من إمكاناته وعلاقاته مع هذه ‏المؤسسات".‏

في الكلية وساهمت بالعمل في الأيام الطبية المجانية وهذا عزز من دورنا المهني والعملي والمجتمعي وساهم ‏بصقل قدراتنا وإمكاناتنا وجعلنا نعتبر أنفسنا عناصر فاعلة في المجتمع رغم أننا لازلنا طلبة على مقاعد ‏الدراسة".‏

وأكد ياسين، أن انخراطه بالعمل التطوعي شكل له مجموعة من العلاقات الإجتماعية مع زملائه الطلبة داخل ‏الكلية وفي الجامعة من أقسام أخرى كما هي العلاقة مع المؤسسات التي تطوع بها وكذلك تعرف على آليات ‏التواصل مع المواطنين والمجتمع بالشكل السليم.‏

وأوضح أن مركز الخدمة المجتمعية يستحق الكثير من الدعم لما يقدمه من خدمات لصالح المؤسسات المختلفة ‏ولا بد من تسليط الضوء على جهوده إعلاميا.  ‏

واستعرض الأستاذ بلال سلامة، مدير مركز الخدمة المجتمعية  دور ومسؤوليات المركز المجتمعية والخدمات ‏التطوعية العديدة التي يقدمها لاسيما ضمن مساق خدمة المجتمع لطلبة جامعة النجاح الوطنية.‏

وأكد أن مساق خدمة المجتمع يعد مساقا إجباريا لجميع طلبة الجامعة كساعة دراسية معتمدة، يتطلب انضمام ‏الطلبة والعمل الميداني والمؤسساتي في إحدى المؤسسات لمدة 50 ساعة عمل وذلك بعد تلقيهم ستة محاضرات ‏نظرية داخل الجامعة.‏

وقال سلامة: "في حال تبرع الطالب أو الطالبة أو أي من أقربائهم لوحدة دم سيخصم من عدد الساعات ‏المطلوبة من الطلبة بمقدار عشر ساعات لتصبح 40 ساعة عمل المطلوبة وليس 50 ساعة".‏

وأضاف سلامة: "تبعا لذلك ومن باب الواجب الإنساني ولتشجيع دور الطلبة المجتمعي يتم تسليط الضوء على ‏أهمية التبرع بالدم وأهمية ذلك صحيا للمتبرع وقيمة ذلك بإنقاذ حياة المواطنين في حوادث السير والعمليات ‏الجراحية ولمرضى الثلاسيميا وغسيل الكلى وغير ذلك".‏

وتساهم وحدة الخدمة المجتمية من خلال المساق المطروح في تعزيز القيم التطوعية والعمل على تجنيد ‏المتطوعين واستقطابهم لبرامج وأنشطة المركز ‏المختلفة وتزويد مؤسسات المجتمع بالمتطوعين المدربين.‏

وكان مركز الخدمة المجتمعية قد أنشىء في جامعة النجاح الوطنية في العام 1999 بالتعاون مع ‏جامعة ‏ماكجيل/كندا لتقديم خدمات مجتمعية على أسس العمل الاجتماعي المهني المبني على ‏حقوق الإنسان.‏

ويعمل المركز كمنظمة مجتمعية منغرسة في المجتمع المحلي ومرتبطة ‏بالجامعة تعتمد بشكل أساسي على ‏الجهود التطوعية لطلبة الجامعة وأفراد المجتمع المحلي. ‏

‏ويهدف من خلال تنفيذ برامجه إلى مساعدة المجتمع المحلي ليصبح منظماً وقادراً على ‏المشاركة في حل ‏المشاكل التي تواجهه، خاصة الفئات المهمشة أفراداً ومجموعات من خلال ‏تبني قضاياهم بمشاركتهم وتمكينهم ‏ليصبحوا قادرين على مساعدة أنفسهم في حل مشاكلهم. ‏

ويسعى إلى احترام حقوق الإنسان في الأساليب المهنية التي يستخدمها والمخرجات ‏التي يعمل للوصول إليها.‏

ويعمل مركز الخدمة المجتمعية على تصميم وتنفيذ برامج مجتمعية وفق حاجات المجتمع المحلي تقوم على ‏مبدأ احترام وحماية ‏وتجسيد حقوق الإنسان، وتقديم نموذج حول العلاقة بين الجامعة الفلسطينية والمجتمع ‏المحلي والمساهمة في تجسيد ‏فلسفة ورؤية الجامعة في خدمة المجتمع.‏

وكذلك يعمل على نموذج مهني للعمل المجتمعي القائم على احترام حقوق الإنسان وتطويره والعمل على ‏نشره ‏في مؤسسات العمل الاجتماعي الفلسطينية من خلال التأثير عبر الشراكة والتنسيق، ونشر قيم العمل التطوعي ‏وتوفير الجهود التطوعية من طلبة الجامعات ومن المجتمع ‏المحلي لرفد المؤسسات الشريكة بمتطوعين مدربين ‏بشكل مهني متخصص، وتوفير مجال تدريبي (عملي ونظري) لطلبة الجامعة بشكل عام وطلبة العلوم الإنسانية ‏‏بشكل خاص.‏


عدد القراءات: 113