
منذ أكثر من ثلاثة أعوام يواصل المتطوع البلجيكي هاري ميكيلس جهوده التطوعية في مركز الخدمة التطوعية التابع لجامعة النجاح الوطنية. وقد تعددت المهام التطوعية التي قام بها هاري من زيارات الجرحى في المستشفيات، خاصة الأطفال بعد الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس في نيسان 2002، إلى العمل على إضفاء لمسة من الجمال لنوافذ البيوت في البلدة القديمة بتزويدها بأواني الزهور لتعليقها على النوافذ والمشربيات من خلال برنامج بعنوان "نابلس مدينة الزهور..... مدينة السلام".

وفي آخر مبادرة له في العمل التطوعي، قام هذا المتطوع الذي كرس كل وقته للتطوع والتضامن مع الشعب الفلسطيني بتشكيل فريق من المتطوعين الشباب من طلبة جامعة النجاح وخريجيها من بلدة طمون. وبدأ العمل في هذه البلدة لزراعة الأشجار في حديقة للأطفال وفي حديقة إحدى مدارس البلدة. زراعة الأشجار والأزهار تستهوي المتطوع هاري ويعتبرها رسالة ذات أبعاد متعددة تحمل في ثناياها روح التضامن مع الإنسان الفلسطيني، وتحديداً الطفل الفلسطيني، بالإضافة إلى نشر الوعي حول أهمية الشجرة والحفاظ على البيئة.
يقول الأستاذ سامي الكيلاني مدير مركز الخدمة المجتمعية: يعتبر هاري جزءاً من طاقم العاملين في المركز، بالإضافة إلى كونه متطوعاً يقدم وقته وجهده ويدفع من دخله التقاعدي المحدود أحياناً لشراء الأشتال والأزهار التي يحتاجها في مشاريعه التطوعية، كما يعمل على الحصول على دعم لهذه الأعمال من خلال القنصلية البلجيكية العامة في القدس، والتي وافقت على دعم برنامجه "مدينة الزهور" الذي طوره بالتعاون مع متطوع بلجيكي آخر هو الدكتور روبرت لافييل.

وحول سبب اختياره لبلدة طمون لاحتضان هذه المبادرة، يقول المتطوع هاري: لي أصدقاء كثيرون في هذه البلدة، بضمنهم طلبة من الجامعة، وأتبادل معهم الزيارات، ولأن طمون بلدة فقيرة من نواحٍ عدة رغبت أن أقدم لها هذه المساهمة البسيطة، وآمل أن تكون هذه المبادرة مثال يتبعه مواطنون آخرون في البلدة، وأنا مسرور لأن أعضاء جدد ينضمون للفريق الذي بدأ بخمسة أعضاء. وحول دوافعه للتطوع وما الذي يحققه هذا التطوع بالنسبة إليه، يضيف السيد ميكلس: بعد قضاء ثلاث سنوات في فلسطين فإنني أدرك أهمية أن تقدم شيئاً ولو بسيطاً لدعم هذا الشعب كتعبير عن تضامنك، وأكبر مكافأة لي هو شعوري بروح الصداقة وبسمة الأطفال الذين ألتقيهم في البلدة القديمة في مدينة نابلس أو في طمون ويلوحون لي: مرحباً هاري.
عدد القراءات: 192